قوله : { فَلاَ صَدَّقَ وَلاَ صلى } «لا » هنا دخلت على الماضي ، وهو مستفيض في كلامهم بمعنى : لم يصدق ولم يصل .
5008 - إنْ تَغْفِر اللَّهُمَّ تَغفِرْ جَمَّا*** وأيُّ عَبْدٍ لَكَ لا ألمَّا{[58748]}
5009 - وأيُّ خَمِيسٍ ، لا أتَانَا نِهَابُهُ*** وأسْيَافُنَا مِنْ كَبْشِهِ تَقطرُ الدِّمَا{[58749]}
وقال مكيٌّ : «لا » الثانية نفي ، وليست بعاطفة ، ومعناه : فلم يصدق ولم يصل . قال شهاب الدين{[58750]} : «وكيف يتوهم العطف حتى ينفيه » .
وجعل الزمخشري { فلا صدق وصلى } عطفاً على الجملة من قوله : { يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ القيامة } قال : وهو معطوف على قوله : «يسأل أيان » أي لا يؤمن بالبعث فلا صدق بالرسول صلى الله عليه وسلم والقرآن الكريم .
وقال الكسائي : «لا » بمعنى «لم » ولكنه يقرن بغيره ، تقول العرب : لا عبد الله خارج ولا فلان ، ولا تقول : مررت برجل لا محسن حتى يقال ولا مجمل ، وقوله :{ فَلاَ اقتحم العقبة } [ البلد : 11 ] ليس من هذا القبيل ؛ لأن معناه : فهلا اقتحم ، بحذف حرف الاستفهام .
وقال الأخفش : «فلا صدّق » أي : لم يصدق ، كقوله تعالى : «فَلا اقْتَحَمَ » أي : لم يقتحم ، ولم يشترط أن يعقبه بشيء آخر ، والعرب تقول : لا ذهب ، أي : لم يذهب ، فحرف النفي ينفي الماضي كما ينفي المستقبل ، ومنه قول زهير : [ الطويل ]
5010 - . . . *** فَلاَ هُوَ أبْداهَا ولمْ يتقدَّمِ{[58751]}
قال ابن عباس رضي الله عنهما : معناه لم يصدق بالرسالة{[58752]} ، «ولا صلى » أي : دعا لربه - عز وجل - وصلى على رسوله عليه الصلاة والسلام .
وقال قتادة : «فلا صدق » بكتاب الله «ولا صلى » لله تعالى{[58753]} .
[ وقيل : لا صدق بمالٍ ذخراً له عند الله تعالى «ولا صلى » الصلوات التي أمر الله بها .
وقيل : فلا آمن بقلبه ]{[58754]} ولا عمل ببدنه .
وقيل : الإنسان المذكور في قوله : { أَيَحْسَبُ الإنسان } [ القيامة : 3 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.