معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فَمَنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ مِنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (94)

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{فَمَنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ مِنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (94)

ثم توعدهم - سبحانه - على كذبهم وجحودهم فقال – تعالى : { فَمَنِ افترى عَلَى الله الكذب مِن بَعْدِ ذَلِكَ فأولئك هُمُ الظالمون } .

افترى : من الافتراء وهو اختلاق الكذب ، وأصلى من فرى الأيم إذا قطعه ؛ لأن الكاذب يقطع القول من غير حقيقة له فى الوجود .

أى : فمن تعمد الكذب على الله - تعالى - بأن زعم بأن ما حرمته التوراة على بنى إسرائيل من المطاعم بسبب ظلمهم وبغيهم ، كان محرما عليهم وعلى غيرهم قبل نزولها ، فأولئك الذين قالوا هذا القول الكاذب هم المتناهون فى الظلم : المتجاوزون للحدود التى شرعها الله - تعالى - ، وسيعاقبهم - سبحانه - على هذا الظلم والافتراء عذاباً أليما لا مهرب لهم منه ولا نصير .

والفاء فى قوله { مَنِ } يحتمل أن تكون شرطية وأن تكون موصولة ، وقد روعى فى الآية الكريمة لفظها ومعناها .

وقوله { مِن بَعْدِ ذَلِكَ } متعلق بافترى ، واسم الإشارة ذلك يعود إلى أمرهم بإحضار التوراة وما يترتب عليه من قيام الحجة وظهور البينة .

واسم الإشارة " أولئك " يعود إلى " من " وهو عبارة عن هؤلاء اليهود الذين جادلوا النبى صلى الله عليه وسلم بالباطل وافتروا على الله الكذب .

ويحتمل أن يكون المشار إليه وهو { مَنِ } عاما لكل كاذب ويدخل فيه اليهود دخولا أوليا .

وقد أكد الله - تعالى - وصفهم بالظلم بضمير الفصل الدال على أنهم كاملون فيه ، وموغلون فى اقترافه والتمسك به .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{فَمَنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ مِنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (94)

أي : فمن كَذَب على الله وادَّعى أنه شَرَع لهم السبت والتمسك بالتوراة دائمًا ، وأنه لم يبعث نبيا آخر يدعو إلى الله بالبراهين والحُجَج بعد هذا الذي بَيَّنَّاه من وقوع النسخ وظهور ما ذكرناه { فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فَمَنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ مِنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (94)

القول في تأويل قوله تعالى :

{ فَمَنِ افْتَرَىَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ فَأُوْلََئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ }

يعني جلّ ثناؤه بذلك : فمن كذب على الله منا ومنكم من بعد مجيئكم بالتوراة ، وتلاوتكم إياها ، وعَدَمِكُم ما ادّعيتم من تحريم الله العروق ولحوم الإبل وألبانها فيها ، { فأُولَئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ } يعني : فمن فعل ذلك منهم { فأُولَئِكَ } يعني فهؤلاء الذين يفعلون ذلك ، { هُمُ الظّالِمُونَ } يعني فهم الكافرون القائلون على الله الباطل . كما :

حدثنا المثنى ، قال : حدثنا عمرو بن عون ، قال : حدثنا هشيم ، عن زكريا ، عن الشعبي : { فأُولَئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ } قال : نزلت في اليهود .