فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَمَنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ مِنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (94)

ثم قال : { فَمَنِ افترى عَلَى الله الكذب مِن بَعْدِ ذَلِكَ } أي : من بعد إحضار التوراة ، وتلاوتها { فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظالمون } أي : المفرطون في الظلم المتبالغون فيه ، فإنه لا أظلم ممن حوكم إلى كتابه ، وما يعتقده شرعاً صحيحاً ، ثم جادل من بعد ذلك مفترياً على الله الكذب ، ثم لما كان ما يفترونه من الكذب بعد قيام الحجة عليهم بكتابهم باطلاً مدفوعاً ، وكان ما قصّه الله سبحانه في القرآن ، وصدقته التوراة صحيحاً صادقاً ، وكان ثبوت هذا الصدق بالبرهان الذي لا يستطيع الخصم دفعه ، أمر الله سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم بأن ينادي بصدق الله بعد أن سجل عليهم الكذب ، فقال : { قُلْ صَدَقَ الله فاتبعوا مِلَّةَ إبراهيم } .

/خ95