قوله تعالى : { مِن بَعْدِ } : فيه وجهان ، أحدهما : أن يتعلَّق بافترى ، وهذا هو الظاهرُ ، والثاني : جَوَّزه أبو البقاء وهو أَنْ يتعلَّقَ بالكذب ، يعني الكذبَ الواقعَ مِنْ بعد ذلك . وفي المشار إليه بذلك ثلاثةُ أوجهٍ أحدُها : استقرارُ التحريم المذكور في التوراة ، إذ المعنى : إلاَّ ما حَرَّم إسرائيلُ على نفسِه ثم حَرَّمته التوراة عليهم عقوبةً لهم . الثاني : التلاوةُ ، وجاز تذكيرُ اسمِ الإِشارة لأنَّ المرادَ بها بيانُ مذهبهم . والثالث : الحالُ بعد تحريمِ إسرائيل على نفسه .
وهذه الجملةُ أعني قولَه { فَمَنِ افْتَرَى } يجوز أن تكون استئنافية فلا محلَّ لها من الإِعراب ، ويجوز أن تكونَ منصوبةَ المحلِّ نسقاً على قوله : " فَأْتوا بالتوراة " فتندرجَ في المقول . و " مَنْ " يجوز أن تكون شرطية أو موصولة ، وحَمَل على لفظِها في قولِه : { افْتَرَى } فلذلك وَحَّد الضميرَ ، وعلى معناها فَجُمِع في قولِه : { فَأُوْلَئِكَ } إلى أخره .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.