فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{فَمَنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ مِنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (94)

{ فمن افترى على الله الكذب من بعد ذلك فأولئك هم الظالمون } قال الزجاج : في هذه الآية أعظم دلالة لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، أخبرهم أنه ليس في كتابهم وأمرهم أن يأتوا بالتوراة فأبوا يعني عرفوا أنه قال ذلك بالوحي . والافتراء الاختلاق والادعاء زورا ، { من بعد ذلك } من بعد ما تبين له الحق . والظلم الجور ووضع الشيء في غير موضعه والإساءة وتجاوز الحد والميل عن القصد ، فهؤلاء جمعوا هذا السوء كله جاروا إذ أساءوا الأدب مع الله تعالى وقالوا عليه سبحانه ما لم يقل ومالوا عن طريق الاستقامة فبخسوا أنفسهم حقها من الفوز والسلامة .