معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلۡمِسۡكِينِ} (3)

لا يطعمه ولا يأمر بإطعامه ؛ لأنه يكذب بالجزاء . { فويل للمصلين . }

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلۡمِسۡكِينِ} (3)

{ وَلاَ يَحُضُّ على طَعَامِ المسكين } أي : إن من صفاته الذميمة - أيضا - أنه لا يحث أهله وغيرهم من الأغنياء على بذل الطعام للبائس المسكين ، وذلك لشحه الشديد ، واستيلاء الشيطان عليه ، وانطماس بصيرته عن كل خير .

وفى هذه الآية والتي قبلها دلالة واضحة على أن هذا الإنسان المكذب الدين قد بلغ النهاية فى السوء والقبح ، فهو لقسوة قلبه لا يعطف على يتيم ؛ بل يحتقره ويمنع عنه كل خير ، وهو لخبث نفسه لا يفعل الخير ، ولا يحض غيره على فعله ، بل يحض على الشرور والآثام .

ولما كانت هذه الصفات الذميمة ، لا تؤدي إلى إخلاص أو خشوع لله - تعالى - ، وإنما تؤدي إلى الرياء وعدم المبالاة بأداء التكاليف التي أوجبها - سبحانه - على خلقه .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلۡمِسۡكِينِ} (3)

والذي لا يحض على طعام المسكين ولا يوصي برعايته . فلو صدق بالدين حقا ، ولو استقرت حقيقة التصديق في قلبه ما كان ليدع اليتيم ، وما كان ليقعد عن الحض على طعام المسكين .

إن حقيقة التصديق بالدين ليست كلمة تقال باللسان ؛ إنما هي تحول في القلب يدفعه إلى الخير والبر بإخوانه في البشرية ، المحتاجين إلى الرعاية والحماية . والله لا يريد من الناس كلمات . إنما يريد منهم معها أعمالا تصدقها ، وإلا فهي هباء ، لا وزن لها عنده ولا اعتبار .

وليس أصرح من هذه الآيات الثلاث في تقرير هذه الحقيقة التي تمثل روح هذه العقيدة وطبيعة هذا الدين أصدق تمثيل .

ولا نحب أن ندخل هنا في جدل فقهي حول حدود الإيمان وحدود الإسلام . فتلك الحدود الفقهية إنما تقوم عليها المعاملات الشرعية . فأما هنا فالسورة تقرر حقيقة الأمر في اعتبار الله وميزانه . وهذا أمر آخر غير الظواهر التي تقوم عليها المعاملات ! !

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلۡمِسۡكِينِ} (3)

{ وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ } كما قال تعالى : { كَلا بَل لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ وَلا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ } [ الفجر : 17 ، 18 ] يعني : الفقير الذي لا شيء له يقوم بأوده وكفايته .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلۡمِسۡكِينِ} (3)

ولا يحض أهله وغيرهم على طعام المسكين لعدم اعتقاده بالجزاء ، ولذلك رتب الجملة على يكذب بالفاء . { فويل للمصلين }

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلۡمِسۡكِينِ} (3)

وقوله تعالى : { ولا يحض على طعام المسكين } أي لا يأمر بصدقة ، ولا يرى ذلك صواباً .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلۡمِسۡكِينِ} (3)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

ثم قال : { ولا يحض } نفسه { على طعام المسكين } يقول : لا يطعم المسكين . ...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

{ وَلا يَحُضّ على طَعامِ المِسْكِينِ } يقول تعالى ذكره : ولا يحثّ غيره على إطعام المحتاج من الطعام . ...

النكت و العيون للماوردي 450 هـ :

{ ولا يَحُضُّ على طعامِ المِسْكِينِ } أي لا يفعله ولا يأمر به ، وليس الذم عاماً حتى يتناول من تركه عجزاً ، ولكنهم كانوا يبخلون ويعتذرون لأنفسهم يقولون { أنطعم من لو يشاءُ الله أطْعَمَهُ } فنزلت هذه الآية فيهم ، ويكون معنى الكلام : لا يفعلونه إن قدروا ، ولا يحثون عليه إن عجزوا . ...

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

ولا يبعث أهله على بذل طعام المسكين ، جعل علم التكذيب بالجزاء منع المعروف والإقدام على إيذاء الضعيف ، يعني : أنه لو آمن بالجزاء وأيقن بالوعيد ، لخشي الله تعالى وعقابه ولم يقدم على ذلك ، فحين أقدم عليه : علم أنه مكذب ، فما أشدّه من كلام ، وأما أخوفه من مقام .

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

واعلم أن في قوله : { يدع } بالتشديد فائدة ، وهي أن يدع بالتشديد معناه أنه يعتاد ذلك فلا يتناول الوعيد من وجد منه ذلك وندم عليه ...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{ ولا يحض } أي يحث نفسه وأهله ولا غيرهم حثاً عظيماً ....{ على طعام المسكين } أي بذله له وإطعامه إياه ؛ بل يمقته ولا يكرمه ولا يرحمه ، وتعبيره عن الإطعام - الذي هو المقصود - بالطعام الذي هو الأصل ، وإضافته المسكين ، للدلالة على أنه يشارك الغني في ماله بقدر ما فرض الله من كفايته ، وقد تضمن هذا أن علامة التكذيب بالبعث إيذاء الضعيف والتهاون بالمعروف ...

تفسير القرآن للمراغي 1371 هـ :

وقصارى ما سلف : إن للمكذب بالدين صفتين : أولاهما : أن يحتقر الضعفاء ويتكبر عليهم . وثانيتهما : أن يبخل بماله على الفقراء والمحاويج ، أو يبخل بسعيه لدى الأغنياء ، ليساعدوا أهل الحاجة ممن تحقق عجزهم عن كسب ما ينقذهم من الضرورة ، ويقوم لهم بكفاف العيش . وسواء أكان المحتفر للحقوق ، البخيل بالمال والسعي لدى غيره ، مصليا أو غير مصلّ فهو في وصف المكذبين ، ولا تخرجه صلاته منهم ؛ لأن المصدق بشيء لا تطاوعه نفسه على الخروج مما صدّق به ، فلو صدق بالدين حقا لصار منكسرا متواضعا ، لا يتكبر على الفقراء ، ولا ينهر المساكين ، ولا يزجرهم ؛ فمن لم يفعل شيئا من ذلك فهو مراء في علمه ، كاذب في دعواه .

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

والذي لا يحض على طعام المسكين ولا يوصي برعايته . فلو صدق بالدين حقا ، ولو استقرت حقيقة التصديق في قلبه ما كان ليدع اليتيم ... إن حقيقة التصديق بالدين ليست كلمة تقال باللسان ؛ إنما هي تحول في القلب يدفعه إلى الخير والبر بإخوانه في البشرية ، المحتاجين إلى الرعاية والحماية . والله لا يريد من الناس كلمات . إنما يريد منهم معها أعمالا تصدقها ، وإلا فهي هباء ، لا وزن لها عنده ولا اعتبار ...

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

ويلاحظ هنا بشأن الأيتام ، أنّ العواطف الإنسانية تجاه هؤلاء أكثر أهمية من إطعامهم وإشباعهم . لأنّ آلام اليتيم تأتي من فقدانه مصدر العاطفة والغذاء الروحي ، والتغذية الجسمية تأتي في المرحلة التالية . ومرّة أخرى نرى القرآن يتحدث عن إطعام المساكين ، وهو من أهم أعمال البرّ ، وفي الآية إشارة إلى أنّك إذا لم تستطع إطعام المساكين ، فشجّع الآخرين على ذلك . الفاء في «فذلك » لها معنى السببية ، وتعني أنّ التكذيب بالمعاد هو الذي يسبب هذه الانحرافات . والحقّ أنّ المؤمن بالمعاد ، وبتلك المحكمة الإلهية الكبرى ، وبالحساب والجزاء يوم القيامة ، إيماناً راسخاً ، تظهر عليه الآثار الإيجابية لهذا الإيمان في كلّ أعماله . ولكن فاقد الإيمان والمكذب بيوم الدين تظهر آثار التكذيب عليه متمثلة في الجرأة على ارتكاب الذنوب والجرائم بشكل محسوس .