محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلۡمِسۡكِينِ} (3)

{ ولا يحض على طعام المسكين } أي لا يحث غيره من ذوي اليسار على إطعام المحتاج وسد خلته ؛ بل يبخل بسعيه عند الأغنياء لإغاثة البؤساء .

قال الشهاب : إن كان الطعام بمعنى الإطعام -كما قال الراغب- فهو ظاهر ، وإلا ففيه مضاف مقدر ، أي بذل طعام المسكين ، واختياره على الإطعام للإشعار بأنه كأنه مالك لما يعطى له ، كما في قوله{[7555]} { في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم } فهو بيان لشدة الاستحقاق ، وفيه إشارة للنهي عن الامتنان . قال أبو السعود : وإذا كان حال من ترك حث غيره على ما ذكر فما ظنك بحال من ترك ذلك مع القدرة ؟

قال الزمخشري : جعل علم التكذيب بالجزاء منع المعروف ، والإقدام على إيذاء الضعيف ، يعني أنه لو آمن بالجزاء ، وأيقن بالوعيد ، لخشي الله تعالى وعقابه ، ولم يقدم على ذلك ، فحين أقدم عليه علم أنه مكذب ، فما أشده من كلام ، وما أخوفه من مقام ، وما أبلغه في التحذير من المعصية ، وإنها جديرة بأن يستدل بها على ضعف الإيمان ، ورخاوة عقد اليقين .


[7555]:70 / المعارج/ 24 و 25.