التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعۡلِنُونَ} (19)

وقوله - سبحانه - : { والله يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ } بيان لكمال علمه - تعالى - وتحذير من الوقوع فيما نهى عنه ، لأنه - تعالى - لا تخفى عليه خافية .

أى : والله - تعالى - وحده ، يعلم ما تسرونه من أقوال وأفعال ، وما تظهرونه منها ، وهو محص عليكم ذلك ، وسيجازى كل إنسان بما يستحقه من خير أو شر

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعۡلِنُونَ} (19)

والخالق يعلم ما خلق . يعلم الخافي والظاهر : ( والله يعلم ما تسرون وما تعلنون ) .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعۡلِنُونَ} (19)

القول في تأويل قوله تعالى :

{ وَاللّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ * وَالّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ } .

يقول تعالى ذكره : والله الذي هو إلهكم أيها الناس ، يعلم ما تسرّون في أنفسكم من ضمائركم فتخفونه عن غيركم ، فما تبدونه بألسنتكم وجوارحكم وما تعلنونه بألسنتكم وجوارحكم وأفعالكم ، وهو محص ذلك كله عليكم ، حتى يجازيكم به يوم القيامة ، المحسن منكم بإحسانه والمسيء منكم بإساءته ، ومُسائلكم عما كان منكم من الشكر في الدنيا على نعمة التي أنعمها عليكم فما التي أحصيتم والتي لم تحصوا .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعۡلِنُونَ} (19)

عطف على جملة { أفمن يخلق كمن لا يخلق } [ سورة النحل : 17 ] . فبعد أن أُثبت أن الله منفرد بصفة الخلق دون غيره بالأدلّة العديدة ثم باستنتاج ذلك بقوله : { أفمن يخلق كمن لا يخلق } انتُقل هنا إلى إثبات أنه منفرد بعموم العلم .

ولم يقدم لهذا الخبر استدلال ولا عقّب بالدّليل لأنه مما دلّت عليه أدلّة الانفراد بالخلق ، لأن خالق أجزاء الإنسان الظاهرة والباطنة يجب له أن يكون عالماً بدقائق حركات تلك الأجزاء وهي بين ظاهر وخفيّ ، فلذلك قال : { والله يعلم ما تسرون وما تعلنون } .

والمخاطب هنا هم المخاطبون بقوله تعالى : { أفلا تذكرون } [ سورة النحل : 17 ] . وفيه تعريض بالتهديد والوعيد بأن الله محاسبهم على كفرهم .

وفيه إعلام بأن أصنامهم بخلاف ذلك كما دلّ عليه تقديم المسند إليه على الخبر الفعلي فإنه يفيد القصر لردّ دعوى الشركة .

وقرأ حفص { ما يسرون وما يعلنون } بالتحتية فيهما ، وهو التفات من الخطاب إلى الغيبة . وعلى قراءته تكون الجملة أظهر في التهديد منها في قصد التعليم .