البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعۡلِنُونَ} (19)

وأخبر تعالى أنه يعلم ما يسرون ، وضمنه الوعيد لهم ، والإخبار بعلمه تعالى .

وفيه التنبيه على نفي هذه الصفة الشريفة عن آلهتهم .

وقرأ الجمهور : بالتاء من فوق في تسرون وتعلنون وتدعون ، وهي قراءة : مجاهد ، والأعرج ، وشيبة ، وأبي جعفر ، وهبيرة ، عن عاصم على معنى : قل لهم .

وقرأ عاصم في مشهوره : يدعون بالياء من تحت ، وبالتاء في السابقتين .

وقرأ الأعمش وأصحاب عبد الله : يعلم الذي يبدون وما يكتمون ، وتدعون بالتاء من فوق في الثلاثة .

وقرأ طلحة : ما يخفون وما يعلنون ، وتدعون بالتاء من فوق ، وهاتان القراءتان مخالفتان لسواد المصحف ، والمشهور ما روي عن الأعمش وغيره ، فوجب حملها على التفسير ، لا على أنها قرآن .