فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعۡلِنُونَ} (19)

{ وَاللّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ( 19 ) }

ثم بين لعباده أنه عالم بجميع ما يصدر منهم لا يخفى عليه خافية فقال : { وَاللّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ } أي ما تضمرونه من العقائد والأعمال { وَمَا تُعْلِنُونَ } أي وما تظهرونه منها ، وحذف العائد لمراعاة الفواصل ، أي يستوي بالنسبة إلى علمه المحيط سركم وعلنكم ، وفيه وعيد وتعريض وتوبيخ وتنبيه على أن الإله يجب أن يكون عالما بالسر والعلانية لا كالأصنام التي تعبدونها فإنها جمادات لا شعور لها بشيء من الظواهر فضلا عن الضمائر والسرائر فكيف تعبدونها ، وقراءة التحتية شاذة فيهما كما نبه عليه السمين .