معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{إِلَىٰ رَبِّكَ يَوۡمَئِذٍ ٱلۡمُسۡتَقَرُّ} (12)

{ إلى ربك يومئذ المستقر } أي مستقر الخلق . وقال عبد الله بن مسعود : المصير والمرجع ، نظيره : قوله تعالى : { إلى ربك الرجعى }( العلق- 8 ) { وإلى الله المصير }( آل عمران- 28 ) ( النور- 42 ) ( فاطر- 18 ) . وقال السدي : المنتهى ، نظيره :{ وأن إلى ربك المنتهى }( النجم- 42 ) .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{إِلَىٰ رَبِّكَ يَوۡمَئِذٍ ٱلۡمُسۡتَقَرُّ} (12)

وقوله - سبحانه - : { كَلاَّ لاَ وَزَرَ . إلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ المستقر } إبطال لهذا التمنى ، ونفى لأن يكون لهذا الإِنسان مهرب من الحساب .

والوزر : المراد به الملجأ والمكان الذى يحتمى به الشخص للتوقى مما يخافه ، وأصله ، الجبل المرتفع المنيع ، من الوِزْر وهو الثقل .

أى : كلا لا وزر ولا ملجأ لك . أيها الإِنسان - من المثول أمام ربك فى هذا اليوم للحساب والجزاء .

ومهما طال عمرك ، وطال رقادك فى قبرك . . فإلى ربك وحده نهايتك ومستقرك ومصيرك ، فى هذا اليوم الذى لا محيص لك عنه .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِلَىٰ رَبِّكَ يَوۡمَئِذٍ ٱلۡمُسۡتَقَرُّ} (12)

ولا ملجأ ولا وقاية ، ولا مفر من قهر الله وأخذه ، والرجعة إليه ، والمستقر عنده ؛ ولا مستقر غيره :

( كلا ! لا وزر . إلى ربك يومئذ المستقر ) . .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{إِلَىٰ رَبِّكَ يَوۡمَئِذٍ ٱلۡمُسۡتَقَرُّ} (12)

وقوله : إلى رَبّكَ يَوْمَئِذٍ المُسْتَقَرُ يقول تعالى ذكره : إلى ربك أيها الإنسان يومئذ الاستقرار ، وهو الذي يقرّ جميع خلقه مقرّهم .

واختلف أهل التأويل في تأويل ذلك ، فقال بعضهم نحو الذي قلنا فيه . ذكر من قال ذلك :

حدثنا يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : إلى رَبّكَ يَوْمَئِذٍ المُسْتَقَرّ قال : استقرّ أهل الجنة في الجنة ، وأهل النار في النار . وقرأ قول الله : وَإنّ الدّارَ الاَخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ .

وقال آخرون : عنى بذلك إلى ربك المنتهى . ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة إلى رَبّكَ يَوْمَئِذٍ المُسْتَقَرّ : أي المنتهى .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{إِلَىٰ رَبِّكَ يَوۡمَئِذٍ ٱلۡمُسۡتَقَرُّ} (12)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

يعنى المنتهى يومئذ إلى الله عز وجل لا تجد عنه مرحلا.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: إلى ربك أيها الإنسان يومئذ الاستقرار، وهو الذي يقرّ جميع خلقه مقرّهم.

وقال آخرون: عنى بذلك إلى ربك المنتهى.

الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي 427 هـ :

أي مستقر الخلق وأعمالهم وكل شيء.

الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي 468 هـ :

المنتهى والمصير.

معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي 516 هـ :

قال عبد الله بن مسعود: المصير والمرجع، نظيره: قوله تعالى: {إلى ربك الرجعى}.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

مستقرّ العباد، أي استقرارهم. يعني: أنهم لا يقدرون أن يستقرّوا إلى غيره وينصبوا إليه أو إلى حكمه ترجع أمور العباد، لا يحكم فيها غيره، كقوله: {لمنِ الملك اليوم} [غافر: 16]،

أو إلى ربك مستقرّهم، أي: موضع قرارهم من جنة أو نار، أي: مفوّض ذلك إلى مشيئته، من شاء أدخله الجنة ومن شاء أدخله النار.

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

وقوله تعالى: {إلى ربك يومئذ المستقر} معناه إلى حكم ربك أو نحوه من التقدير.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ولما كان المعنى: لا مفر من الله إلا إليه، لأن ملكه محيط وقدرته شاملة، قال مترجماً عنه ذاكراً صفة الإحسان لوماً لنفسه على عدم الشكر: {إلى ربك} أي المحسن إليك بأنواع الإحسان وحده، لا إلى شيء غيره {يومئذ} أي إذ كانت هذه الأشياء {المستقر} أي استقرار الخلق كلهم ناطقهم وصامتهم ومكان قرارهم وزمانه إلى حكمه سبحانه ومشيئته ظاهراً وباطناً لا حكم لأحد غيره بوجه من الوجوه في ظاهر ولا باطن كما هو في الدنيا.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

وفي إضافة (رب) إلى ضمير النبي صلى الله عليه وسلم إيماء إلى أنه ناصره يومئذٍ بالانتقام من الذين لم يقبلوا دعوته.

وتقديم المجرور لإِفادة الحصر، أي: إلى ربك، لا إلى ملجأ آخر.

والمعنى: لا ملجأ يومئذٍ للإِنسان إلاّ منتهياً إلى ربك، وهذا كقوله تعالى: {وإلى الله المصير} [آل عمران: 28].

تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :

فهناك نهاية المطاف الذي يقف فيه الإنسان ليواجه مصيره المحتوم الأخير، فلن يتحرك من مكانه إلى مكانٍ آخر، لأن الرحلة إلى الله هي رحلة النهاية الأبديّة، فلا موت بعدها ليغيب الإنسان في ظلماته، ولا أفق آخر ليبتعد الإنسان عن واقعه إليه، بل هو الاستقرار الذي يمنع الحركة والتحوّل، لأن الله هو وحده الذي تقف الحركة عنده، وتتحول الأشياء إليه.