تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِلَىٰ رَبِّكَ يَوۡمَئِذٍ ٱلۡمُسۡتَقَرُّ} (12)

الآيتان : 12و13 : وقوله تعالى : [ { إن ربك يومئذ المستقر } ]{[22778]} { ينبؤا الإنسان يومئذ بما قدم وأخّر } فتأويله : أنه ينبأ من أول ما عمل إلى آخر ما انتهى إليه عمله كقوله : { لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها }[ الكهف : 49 ] .

وقال بعض أهل التأويل : { بما قدم } من أنواع الطاعة{ وأخر } من حق الله تعالى من اللوازم التي كانت عليه .

وقال بعضهم : بما أعلن ، وستر . وقال بعضهم : { بما قدم } في حياته من أعمال{ وأخر } ما سنّ من سنة ، فاستن [ به ]{[22779]} بعد موته .

وقد ذكرنا أنه باللطف من الله تعالى ما لم يعلم بالذي قدّم من الأعمال ، وأخرها ، فيتذكر بذلك حتى يصير ما كتب في الكتاب حجة عليه ، وإلا فالمرء في هذه الدنيا إذا كتب كتابا ، ثم أتت عليه مدة ، لم يتذكر جميع ما كتب فيه ، ولا وقف على علم ذلك .


[22778]:ساقطة من الأصل و م.
[22779]:من م، ساقطة من الأصل.