معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَأَخۡرَجَتِ ٱلۡأَرۡضُ أَثۡقَالَهَا} (2)

{ وأخرجت الأرض أثقالها } موتاها وكنوزها فتلقيها على ظهرها .

أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر بن عبد الغافر بن محمد ، أنبأنا محمد بن عيسى الجلودي ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ، حدثنا مسلم بن الحجاج ، حدثنا واصل بن عبد الأعلى ، حدثنا محمد بن فضيل ، عن أبيه ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تقيء الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوانة من الذهب والفضة ، فيجيء القاتل فيقول : في هذا قتلت ، ويجيء القاطع فيقول : في هذا قطعت رحمي ، ويجيء السارق فيقول : في هذا قطعت يدي ، ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئاً " .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَأَخۡرَجَتِ ٱلۡأَرۡضُ أَثۡقَالَهَا} (2)

وقوله - تعالى - : { وَأَخْرَجَتِ الأرض أَثْقَالَهَا } بيان لأثر آخر من آثار ما يحدث فى هذا اليوم الهائل الشديد .

والأثقال : جمع ثِقْل - بكسر فسكون - وهو المتاع الثقيل ، ومنه قوله - تعالى - : { وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إلى بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأنفس } والمراد بها هنا : ما يكون فى جوف الأرض من أموات وكنوز وغير ذلك مما يكون فى باطنها . قال أبو عبيدة والأخفش : إذا كان الميت فى جوف الأرض فهو ثقل لها ، وإذا كان فوقها فهو ثقل عليها ، وإنما سمى الجن والإِنس بالثقلين ؛ لأن الأرض تثقل بهم .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَأَخۡرَجَتِ ٱلۡأَرۡضُ أَثۡقَالَهَا} (2)

وتنفض ما في جوفها نفضا ، وتخرج ما يثقلها من أجساد ومعادن وغيرها مما حملته طويلا . وكأنها تتخفف من هذه الأثقال ، التي حملتها طويلا !

وهو مشهد يهز تحت أقدام المستمعين لهذه السورة كل شيء ثابت ؛ ويخيل إليهم أنهم يترنحون ويتأرجحون ، والأرض من تحتهم تهتز وتمور ! مشهد يخلع القلوب من كل ما تتشبث به من هذه الأرض ، وتحسبه ثابتا باقيا ؛ وهو الإيحاء الأول لمثل هذه المشاهد التي يصورها القرآن ، ويودع فيها حركة تكاد تنتقل إلى أعصاب السامع بمجرد سماع العبارة القرآنية الفريدة !