لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{وَأَخۡرَجَتِ ٱلۡأَرۡضُ أَثۡقَالَهَا} (2)

{ وأخرجت الأرض أثقالها } فمن قال : إن الزّلزلة تكون في الدّنيا ، قال : أثقالها كنوزها ، وما في بطنها من الدّفائن ، والأموال ، فتلقيها على ظهرها ، يدل على صحة هذا القول ما روي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تقيء الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوانة من الذهب ، والفضة ، فيجيء القاتل فيقول : في هذا قتلت ، ويجيء القاطع ، فيقول : في هذا قطعت رحمي ، ويجيء السّارق فيقول : في هذا قطعت يدي ، ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئاً " . أخرجه مسلم . والأفلاذ جمع فلذة ، وهي القطعة المستطيلة ، شبه ما يخرج من باطنها بأقطاع كبدها ؛ لأن الكبد مستور في الجوف ، وإنما خص الكبد لأنها من أطيب ما يشوى عند العرب من الجزور ، واستعار القيء للإخراج ، ومن قال بأن الزّلزلة تكون يوم القيامة ، قال : أثقالها الموتى ، فتخرجهم إلى ظهرها . قيل : إن الميت إذا كان في بطن الأرض ، فهو ثقل لها ، وإذا كان فوقها ، فهو ثقل عليها ، ومنه سميت الجن والإنس بالثقلين ؛ لأن الأرض تثقل بهم أحياء وأمواتاً .