البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَأَخۡرَجَتِ ٱلۡأَرۡضُ أَثۡقَالَهَا} (2)

{ وأخرجت الأرض أثقالها } : جعل ما في بطنها أثقالاً .

وقال النقاش والزجاج والقاضي منذر بن سعيد : أثقالها : كنوزها وموتاها .

ورد بأن الكنوز إنما تخرج وقت الدجال ، لا يوم القيامة ، وقائل ذلك يقول : هو الزلزال يكون في الدنيا ، وهو من أشراط الساعة ، وزلزال : يوم القيامة ، كقوله : { يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة } فلا يرد عليه بذلك ، إذ قد أخذ الزلزال عاماً باعتبار وقتيه .

ففي الأول أخرجت كنوزها ، وفي الثاني أخرجت موتاها ، وصدقت أنها زلزلت زلزالها وأخرجت أثقالها .

وقيل أثقالها كنوزها ومنه قوله « تلقى الأرض أفلاذ كبدها » أمثال الأسطوان من الذهب والفضة .

وقال ابن عباس : موتاها ، وهو إشارة إلى البعث وذلك عند النفخة الثانية ، فهو زلزال يوم القيامة ، لا الزلزال الذي هو من الأشراط .