أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{ٱللَّهُ خَٰلِقُ كُلِّ شَيۡءٖۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ وَكِيلٞ} (62)

{ الله خالق كل شيء } من خير وشر وإيمان وكفر . { وهو على كل شيء وكيل } يتولى التصرف .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{ٱللَّهُ خَٰلِقُ كُلِّ شَيۡءٖۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ وَكِيلٞ} (62)

هذا استئناف ابتدائي تمهيد لقوله : { قُل أفغير الله تأمروني أعبُد } [ الزمر : 64 ] في ذكر تمسك الرسول والرسللِ من قبله بالتوحيد ونبذِ الشرك والبراءةِ منه والتصلبِ في مقاومته والتصميممِ على قطع دابره ، وجُعلت الجمل الثلاث من قوله : { الله خالق كل شيء } إلى قوله : { السموات والأرض } مقدمات تؤيد ما يجيء بعدها من قوله : { قُل أفغير الله تأمروني أعبُد } [ الزمر : 64 ] .

وقد اشتمل هذا الاستئناف ومعطوفاته على ثلاث جمل وجملة رابعة :

فالجملة الأولى : { الله خالق كل شيء } وهذه الجملة أَدْخَلت كل موجود في أنه مخلوق لله تعالى ، فهو وليّ التصرف فيه لا يخرج من ذلك إلاّ ذاتُ الله تعالى وصفاته فهي مخصوصة من هذا العموم بدليل العقل وهو أنه خالق كل شيء فلو كان خالقَ نفسه أو صفاتِه لزم توقف الشيء على ما يتوقف هُو عليه وهذا ما يسمى بالدَّوْر في الحكمة ، واستحالتُه عقلية ، فخُص هذا العموم العقل . والمقصود من هذا إثبات حقيقة ، والزامُ الناس بتوحيده لأنه خالقهم ، وليس في هذا قصد ثناء ولا تعاظم ، والمقصود من هذه المقدمة تذكير الناس بأنهم جميعاً هم وما معهم عبيد لله وحده ليس لغيره منّة عليهم بالإِيجاد .

الجملة الثانية : { وهو على كل شيء وكيل } وجيء بها معطوفة لأن مدلولها مغاير لمدلول التي قبلها . والوكيلُ المتصرف في شيء بدون تعقب ولما لم يعلّق بذلك الوصف شيءٌ علم أنه موكول إليه جِنس التصرف وحقيقتُه التي تعم جميع أفراد ما يتصرف فيه ، فعم تصرفه أحوالَ جميع الموجودات من تقدير الأعمال والآجال والحركاتِ ، وهذه المقدمة تقتضي الاحتياج إليه بالإِمداد فهم بعد أن أوجدهم لم يستغنوا عنه لَمحةً مّا .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{ٱللَّهُ خَٰلِقُ كُلِّ شَيۡءٖۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ وَكِيلٞ} (62)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وقوله:"اللّهُ خالِقُ كُلّ شَيْءٍ وهُوَ على كل شيءٍ وَكِيلٌ" يقول تعالى ذكره: الله الذي له الألوهة من كل خلقه الذي لا تصلح العبادة إلا له، خالق كل شيء، لا ما لا يقدر على خلق شيء، "وهو على كل شيء وكيل "يقول: وهو على كل شيء قيم بالحفظ والكلاءة.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

لما كان المخوف منه والمحزون عليه جامعين لكل ما في الكون، فكان لا يقدر على دفعهما إلا المبدع القيوم، قال مستأنفاً أو معللاً مظهراً الاسم الأعظم تعظيماً للمقام: {الله} أي المحيط بكل شيء قدرة وعلماً الذي نجاهم.

{خالق كل شيء} فلا يكون شيء أصلاً إلا بخلقه، وهو لا يخلق ما يتوقعون منه خوفاً، ولا يقع لهم عليه حزن.

ولما دل هذا على القدرة الشاملة، كان ولا بد معها من العلم الكامل قال: {وهو} وعبر بأداة الاستعلاء لأنه من أحسن مجزأتها {على كل شيء} أي مع القهر والغلبة {وكيل}.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

إنها الحقيقة التي ينطق بها كل شيء. فما يملك أحد أن يدعي أنه خلق شيئاً، وما يملك عقل أن يزعم أن هذا الوجود وجد من غير مبدع، وكل ما فيه ينطق بالقصد والتدبير؛ وليس أمر من أموره متروكاً لقى أو للمصادفة من الصغير إلى الكبير: (وهو على كل شيء وكيل)...

.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

هذا استئناف ابتدائي تمهيد لقوله: {قُل أفغير الله تأمروني أعبُد} [الزمر: 64] في ذكر تمسك الرسول والرسلِ من قبله بالتوحيد ونبذِ الشرك والبراءةِ منه والتصلبِ في مقاومته والتصميمِ على قطع دابره، وجُعلت الجمل الثلاث من قوله: {الله خالق كل شيء} إلى قوله: {السموات والأرض} مقدمات تؤيد ما يجيء بعدها من قوله: {قُل أفغير الله تأمروني أعبُد} [الزمر: 64]. وقد اشتمل هذا الاستئناف ومعطوفاته على ثلاث جمل وجملة رابعة: فالجملة الأولى: {الله خالق كل شيء} وهذه الجملة أَدْخَلت كل موجود في أنه مخلوق لله تعالى، فهو وليّ التصرف فيه لا يخرج من ذلك إلاّ ذاتُ الله تعالى وصفاته فهي مخصوصة من هذا العموم بدليل العقل،. والمقصود من هذا إثبات حقيقة، والزامُ الناس بتوحيده لأنه خالقهم، وليس في هذا قصد ثناء ولا تعاظم، والمقصود من هذه المقدمة تذكير الناس بأنهم جميعاً هم وما معهم عبيد لله وحده ليس لغيره منّة عليهم بالإِيجاد.

الجملة الثانية: {وهو على كل شيء وكيل} وجيء بها معطوفة؛ لأن مدلولها مغاير لمدلول التي قبلها، والوكيلُ المتصرف في شيء بدون تعقب، ولما لم يعلّق بذلك الوصف شيءٌ، علم أنه موكول إليه جِنس التصرف، وحقيقتُه التي تعم جميع أفراد ما يتصرف فيه، فعم تصرفه أحوالَ جميع الموجودات من تقدير الأعمال والآجال والحركاتِ، وهذه المقدمة تقتضي الاحتياج إليه بالإِمداد فهم بعد أن أوجدهم لم يستغنوا عنه لَمحةً مّا...