أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{قَالُواْ بَشَّرۡنَٰكَ بِٱلۡحَقِّ فَلَا تَكُن مِّنَ ٱلۡقَٰنِطِينَ} (55)

{ قالوا بشّرناك بالحق } بما يكون لا محالة ، أو باليقين الذي لا لبس فيه أو بطريقة هي حق وهو قول الله تعالى وأمره . { فلا تكن من القانطين } من الآيسين من ذلك فإنه تعالى قادر على أن يخلق بشرا من غير أبوين فكيف من شيخ فان وعجوز عاقر ، وكان استعجاب إبراهيم عليه السلام باعتبار العادة دون القدرة ؛ ولذلك { قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون }

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{قَالُواْ بَشَّرۡنَٰكَ بِٱلۡحَقِّ فَلَا تَكُن مِّنَ ٱلۡقَٰنِطِينَ} (55)

وقولهم { بشرناك بالحق } فيه شدة ما ، أي بشر بما بشرت به ودع غير ذلك ، وقرأ جمهور الناس «القانطين » والقنوط : أتم اليأس ، وقرأ يحيى بن وثاب والأعمش وابن مصرف ورويت عن عمرو «القنطين » ، وقرأ ابن كثير ونافع وعاصم وابن عامر وحمزة ، «من يقنَط » بفتح النون في كل القرآن ، وقرأ أبو عمرو والكسائي «ومن يقنِط » بكسر النون ، وكلهم قرأ من { بعد ما قنطوا }{[7191]} [ الشورى : 28 ] بفتح النون ، ورد أبو عبيدة قراءة أهل الحرمين وأنكر أن يقال قِنط بكسر النون ، وليس كما قال لأنهم لا يجمعون إلا على قوي في اللغة مروي عندهم ، وهي قراءة فصيحة إذ يقال قَنَط يقنَط يقنِط مثل نَقَم ونقِم ، وقرأ الأعمش هنا «يقنِط » بكسر النون .


[7191]:من قوله تعالى في الآية (28) من سورة (الشورى): {وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته}.