إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{قَالُواْ بَشَّرۡنَٰكَ بِٱلۡحَقِّ فَلَا تَكُن مِّنَ ٱلۡقَٰنِطِينَ} (55)

{ قَالُواْ بشرناك بالحق } أي بما يكون لا محالة ، أو باليقين الذي لا لَبْسَ فيه ، أو بطريقة هي حقٌّ وهو أمرُ الله تعالى ، وقوله : { فَلاَ تَكُن مّنَ القانطين } من الآيسين من ذلك ، فإن الله قادر على أن يخلق بشراً بغير أبوين ، فكيف من شيخ فانٍ وعجوز عاقر ، وقرئ من القَنِطين ، وكان مقصِدُه عليه الصلاة والسلام استعظامَ نعمتِه تعالى عليه في ضمن التعجب العادي المبنيِّ على سنة الله تعالى المسلوكةِ فيما بين عباده ، لا استبعادَ ذلك بالنسبة إلى قدرته سبحانه كما ينبئ عنه قولُ الملائكة : فلا تكن من القانطين ، دون أن يقولوا : من الممترين أو نحوه .