التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَقِفُوهُمۡۖ إِنَّهُم مَّسۡـُٔولُونَ} (24)

قوله تعالى { وقفوهم إنهم مسؤولون } .

قال مسلم : حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري ، حدثنا أبي ، حدثنا شعبة عن النعمان بن سالم ، قال : سمعت يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي يقول : سمعت عبد الله بن عمرو ، وجاءه رجل فقال : ما هذا الحديث الذي تحدّث به ؟ تقول : إن الساعة تقوم إلى كذا وكذا . فقال : سبحان الله ! أو لا إله إلا الله . أو كلمة نحوهما . لقد هممت أن لا أحدّث أحدا شيئا أبدا . إنما قلت : إنكم سترون بعد قليل أمرا عظيما . يحرّق البيت ، ويكون ، ويكون . ثم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين ( لا أدري : أربعين يوما ، أو أربعين شهرا ، أو أربعين عاما ) . فيبعث الله عيسى ابن مريم كأنه عروة بن مسعود . فيطلبه فيُهلكه ثم يمكث الناس سبع سنين . ليس بين اثنين عداوة . ثم يرسل الله ريحا باردة من قِبل الشام . فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرّة من خير أو إيمان إلا قبضته . حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلته عليه ، حتى تقبضه " . قال : سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : " فيبقى شرار الناس في خفّة الطير وأحلام السباع . لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا . فيتمثل لهم الشيطان فيقول : ألا تستجيبون ؟ فيقولون : فما تأمرنا ؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان . وهم في ذلك دار رزقهم ، حسن عيشهم . ثم ينفخ في الصور . فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتا ورفع ليتا . قال : وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله . قال : فيصعق ، ويصعق الناس . ثم يرسل الله – أو قال يُنزل الله- مطردا كأنه الطل أو الظل ( نعمان الشاك ) فتنبت منه أجساد الناس . ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون . ثم يُقال : يا أيها الناس ! هلم إلى ربكم . وقفوهم إنهم مسئولون . قال ثم يقال : أخرجوا بعث النار . فيقال : مِن كم ؟ فيقال : من كل ألف ، تسعمائة وتسعة وتسعين . قال : فذاك يوم يجعل الولدان شيبا . وذلك يوم يُكشف عن ساق " .

( صحيح مسلم 4/ 2258- 2259 ح 2940- ك الفتن وأشراط الساعة ، ب في خروج الدجال ومكثه في الأرض . . . ) .

انظر قوله تعالى في سورة الأعراف آية ( 6 ) { فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين } وتفسيرها .