اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَقِفُوهُمۡۖ إِنَّهُم مَّسۡـُٔولُونَ} (24)

«وَقِفُوهُمْ » يقال وَقَفْتُ الدَّابَة أَقِفُها وَقْفاً فوَقَفَتْ هي وُقُوفاً{[46891]} . قال المفسرون : لما سِيقُوا إلى النار حبسوا عند الصراط لأن السؤال عند الصراط فقال{[46892]} : { قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَّسْئُولُونَ } . قال ابن عباس : عن أقوالهم وأفعالهم{[46893]} .

وقيل : تسألهم الخزنة{[46894]} : «ألم يأتكم نذير رسل منكم » ، ( رسل ){[46895]} بالبينات قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين . ويجوز أن يكون هذا السؤال{[46896]} هو قوله بعد ذلك : { مَا لَكُمْ لاَ تَنَاصَرُونَ } ( أي لا تسألون ){[46897]} ( توبيخاً لهم{[46898]} فيقال ) : ما لكم لا تناصرون قال ابن عباس : لا ينصر بعضُكم بعضاً كما كنتم في الدنيا وذلك أن أبا جهل قال يوم بدر : نحْن جميعٌ منتصر فقيل لهم يوم القيامة : ما لكم لا تَنَاصَرُون ، وقيل : يقال للكفار : ما لشركائكم لا يمنعونكم من العذاب . {[46899]}


[46891]:المرجع السابق "وقف" 4898.
[46892]:في ب: فيقال.
[46893]:البغوي 6/20.
[46894]:نقله الرازي في تفسيره 26/132.
[46895]:سقط من ب، فهو زيادة من "أ".
[46896]:المرجع السابق.
[46897]:سقط من ب.
[46898]:سقط أيضا من ب.
[46899]:الرازي 26/132 و 133 وانظر: البغوي 6/21.