نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٖ} (51)

ولما وصف سبحانه ما للمبالغ في المساوئ وأفرده أولاً إشارة إلى قليل في قوم هذا النبي الكريم الذي تداركهم [ الله-{[57700]} ] بدعوته تشريفاً له وإعلاء لمقداره ، وجمع آخراً ذاكراً من آثار ما استحق به ذلك من مشاركة في أوزاره ، ففهم أن وصفه انقضى ، ومر ومضى ، فتاقت{[57701]} النفس إلى تعرف ما لأضداده الذين خالفوه في مبدئه ومعاده ، قال مؤكداً لما لهم من التكذيب{[57702]} : { إن المتقين } أي العريقين في هذا الوصف { في مقام } أي موضع إقامة لا يريد الحال فيه تحولاً عنه { أمين * } أي يأمن صاحبه فيه من كل ما لا يعجبه .


[57700]:من م، وفي الأصل و ظ: فعافت.
[57701]:راجع نثر المرجان6/487.
[57702]:من ظ و م، وفي الأصل: التأكيد في الكذب.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٖ} (51)

قوله تعالى : { إن المتقين في مقام أمين 51 في جنات وعيون 52 يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين 53 كذلك وزوّجناهم بحور عين 54 يدعون فيها بكل فاكهة آمنين55 لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم 56 فضلا من ربك ذلك هو الفوز العظيم57 فإنما يسّرناه بلسانك لعلهم يتذكرون 58 فارتقب إنهم مرتقبون } .

بعد أن ذكر الله حال الأشقياء ، أهل التعس والخسران ، عطف بذكر أهل السعادة من المؤمنين المتقين الذين يلجون الجنة آمنين مكرمين . فقال سبحانه : { إن المتقين في مقام أمين } أولئك الذين آمنوا بربهم واتقوه باجتناب معاصيه واتباع أوامره والتزام شرعه ومنهاجه ، فإنهم يوم القيامة في { مقام أمين } أي منزلة رفيعة كريمة ، آمنون من كل مكروه وإساءة . فلا حزن إذ ذاك ولا جزع ولا نصب ولا وصب ولاهمّ . وهم حينئذ { في جنات وعيون } .