الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٖ} (51)

ثم قال تعالى : { إن المتقين في مقام آمين } أي : إن الين اتقوا الله عز وجل فأدوا طاعته ( واجتنبوا معصيته ){[62323]} في موضع إقامة آمنين فيه من السوء كله . وكل من ( تقبل الله ){[62324]} له عملا وإن قل فهو من المتقين بدلالة قوله : { إنما يتقبل الله من المتقين }{[62325]} .

قال علي ( بن أبي طالب ){[62326]} رضي الله عنه : ما قل عمل مع تقوى وكيف يقل ما يتقبل .

ويروى أن سائلا{[62327]} سأل ابن عمر فأمر ولده{[62328]} أن يعطيه دينارا فأعطاه وقال له : تقبل الله منك يا أبتاه{[62329]} ، فقال ابن عمر : لو علمت أن الله عز وجل تقبل مني سجدة واحدة ، أو صدقة درهم واحد ، لم يكن غائب أحب إلي من الموت . أتدري ممن يتقبل ؟ ! إنما يتقبل الله من المتقين ! ذكر ذلك أبو عبيد في كتاب الشواهد{[62330]} .

ووصف المقام ( بأمين ) لأنه يؤمن به .

والمقام – بالفتح – اسم المكان من قام ، والضم اسم المكان ( من أقام ){[62331]} .


[62323]:متآكل في (ح).
[62324]:(ح): (يقبل الله عز وجل).
[62325]:المائدة آية 29.
[62326]:ساقط من (ح).
[62327]:(ت): (سائل).
[62328]:(ت): (ولدا).
[62329]:(ح): ياثباة.
[62330]:(ح): الشهداء هذا).
[62331]:ساقط من (ت).