ثم ذكر سبحانه مستقر المتقين فقال : { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ ( 51 ) } .
{ إِنَّ الْمُتَّقِينَ } الذين اتقوا الكفر والمعاصي { فِي مَقَامٍ } قرأ الجمهور مقام بفتح الميم وهو موضع القيام ، وقرئ بضمها وهو موضع الإقامة قاله الكسائي وغيره وهما سبعيتان . وقال الجوهري قد يكون كل واحد منهما بمعنى الإقامة وقد يكون بمعنى موضع القيام ، والمراد المكان وهو من الخاص الذي وقع مستعملا في معنى العموم ، ثم وصف المقام بقوله :
{ أَمِينٍ } يأمن فيه صاحبه من جميع المخاوف ، قال النسفي : هو من أمن الرجل أمانة فهو أمين وهو ضد الخائن فوصف به المكان استعارة ؛ لأن المكان المخيف كأنما يخون صاحبه بما يلقي فيه من المكاره . انتهى .
وأصل الأمن طمأنينة النفس وزوال الخوف . والأمن والأمان والأمانة في الأصل مصادر ، ويستعمل الأمان تارة اسما للحالة التي عليها الإنسان في الأمن ، وتارة لما يؤمن عليه الإنسان كقوله : { وتخونوا أماناتكم } أي ما ائتمنتم عليه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.