إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٖ} (51)

{ إِنَّ المتقين } أيْ عن الكفرِ والمَعَاصِي { فِي مَقَامٍ } في موضع قيامٍ ، والمرادُ المكانُ على الإطلاقِ فإنَّه من الخاصِّ الذي شاعَ استعمالُه في مَعْنى العمومِ . وقُرِئ بضمِّ الميمِ وهو مَوضعُ إقامة { أَمِينٌ } يأمن صاحبُه الآفاتِ والانتقالَ عنْهُ وهو منَ الأمنِ الذي هُو ضدُّ الخيانةِ ، وصفَ به المكانُ بطريقِ الاستعارةِ ، كأنَّ المكانَ المخيفَ يخونُ صاحبَهُ لما يَلْقى فيهِ من المكارِه .