نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (48)

ولما تقدم في هذه الآيات تهديدهم بالعذاب في الدنيا أو في الآخرة ، حكى سبحانه جوابهم عن ذلك عطفاً على قوله : { ويقولون لولا أنزل عليه آية من ربه } فقال : { ويقولون } أي هؤلاء المشركون مجددين لهذا القول مستمرين على ذلك استهزاء : { متى هذا الوعد } أي بالعذاب في الدنيا أو في الآخرة ، وألهبوا وهيجوا بقولهم : { إن كنتم } أي أنت ومن قال بقولك { صادقين* } والقول كلام{[38050]} مضمن في ذكره بالحكاية وقد يكون كلام لا يعبر عنه فلا يكون له ذكر مضمن بالحكاية ، فلا يكون قولاً لأنه إنما يكون قولاً{[38051]} من أجل تضمن ذكره بالحكاية - قاله الرماني ، والتضمين جعل الشيء في{[38052]} وعاء ؛ والوعد : خبر بما يعطي من الخير ، والوعيد : خبر بما يعطى من الشر ، وقد يراد الإجمال كما هنا فيطلق الوعد على المعنيين : وعد المحسن بالثواب والمسيء بالعقاب ؛ والصدق{[38053]} : الخبر {[38054]}عن الشيء{[38055]} على ما هو به ؛ والكذب : الخبر عنه على خلاف ما هو به .


[38050]:في ظ: الكلام.
[38051]:زيد من ظ.
[38052]:سقط من ظ.
[38053]:في ظ: الصداق.
[38054]:في ظ: بالشيء.
[38055]:في ظ: بالشيء.