ولما كان المتصف بذلك قد يكون وصفه مقصوراً على بعض الأشياء ، أخبر أن صفاته محيطة فقال : { يعلم ما بين أيديهم } أي الرسل { وما خلفهم } أي علمه محيط بما هم مطلعون عليه وبما غاب عنهم ، فلا يفعلون شيئاً إلا بإذنه ، فإنه يسلك من بين أيديهم ومن خلفهم رصداً ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم وإن ظن الجاهلون غير ذلك ، لاحتجابه سبحانه وتعالى في الأسباب ، فلا يقع في فكر أصلاً أن المحيط علماً بكل شيء الشامل القدرة لكل شيء يكل رسولاً من رسله إلى نفسه ، فيتكلم بشيء لم يرسله به ، ولا أنه يمكن شيطاناً أو غيره أن يتكلم على لسانه بشيء ، بل كل منهم محفوظ في نفسه{ لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى }[ النجم : 3 ، 4 ] محفوظ عن تلبيس غيره
{ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون }[ الحجر : 9 ] { وإلى الله } أي الذي لا كفوء له ، وحده { ترجع } أي بغاية السهولة بوعد فصل لا بد منه { الأمور* } يوم يتجلى لفصل القضاء ، فيكون أمره ظاهراً لاخفاء فيه ، ولا يصدر شيء من الأشياء إلا على وجه العدل الظاهر لكل أحد أنه منه . ولا يكون لأحد التفات إلى غيره ، والذي هو بهذه الصفة له أن يشرع ما يشاء ، وينسخ من الشروع ما يشاء ، ويحكم بما يريد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.