نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوۡمِي كَذَّبُونِ} (117)

ولما أيس منهم بما سمع من المبالغة بالتأكيد في قولهم ، ورأى بما يصدقه من فعلهم ، قال تعالى مخبراً عنه جواباً لسؤال من يريد تعرف حاله بعد ذلك : { قال } شاكياً إلى الله تعالى ما هو أعلم به منه توطئة للدعاء عليهم وإلهاباً إليه وتهييجاً ، معرضاً عن تهديدهم له صبراً واحتساباً ، لأنه من لازم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، واكتفاء عنه بسببه : { رب } أي أيها المحسن إليّ .

ولما كان الحال مقتضياً لأن يصدقوه لما له في نفسه من الأمانة ، وبهم من القرابة ، ولما أقام على ما دعاهم إليه من الأدلة مع ما له في نفسه من الوضوح ، أكد الإخبار بتكذيبهم ، إعلاماً بوجوده ، وبأنه تحققه منهم من غير شك فقال : { إن قومي كذبون* } أي فلا نية لهم في اتباعي