نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَٱلۡقُرۡءَانِ ٱلۡحَكِيمِ} (2)

ولما تقدم في الملائكة إثبات رسالة النبي صلى الله عليه وسلم وتهديد قومه على النفرة عنه ، وأن مرسله تعالى بصير بعباده ، عالم بما يصلحهم ومن يصلح منهم للرسالة وغيرها ، وكان مدار مادة " قرأ " - كما مضى في سورة الحجر - الجمع مع الفرق ، وكان ذلك أعلى مقامات السائرين إلى الله وهو وظيفة القلب ، عبر في القسم بقوله : { والقرآن } ووصفه بصفة القلب العارف فقال : { الحكيم * } أي الجامع من الدلالة على العلم المزين بالعمل والإرشاد إلى العمل المحكم بالعلم .