الآيتان 1و2 قوله تعالى : { يس } { والقرآن الحكيم } عن ابن عباس رضي الله عنه [ أنه ]{[17359]} قال : يا إنسان ، يعني محمدا ، أقسم به ، يا محمد ، إن هذا القرآن من عند الله نزل ، وهو بلسان الحبشة . وقال بعضهم : وهو بلسان طَيْءٍ .
وقتادة يقول : قسم أقسم بالقرآن { إنك لمن المرسلين } ويقول : كل حرف هجاء في القرآن ، هو من أسماء القرآن .
وقال بعضهم : هو من فواتح السّور . وقال بعضهم : [ هو من الفواتح ]{[17360]} يفتتح بها كلامه . وقال بعضهم : [ هو ]{[17361]} من أسماء الرب .
وعن معاذ بن جبل وكعب رضي الله عنهما [ أنهما ]{[17362]} قالا : { يس } قسم ، أقسم الله به ، يا محمد { إنك لمن المرسلين } { على صراط مستقيم } [ الآيتان : 3 و4 ] .
دل أن الخطاب به على إثر قوله : { يس } على أنه هو المراد بقوله : { يس } إذ لا يستقيم الخطاب بقوله : { إنك لمن المرسلين } إلا على سبق خطاب له وذكر اسم .
وقال عكرمة : هو من حروف الهجاء [ افتتح به السورة ]{[17363]} كسائر حروف الهجاء .
وقال بعضهم : هو من حروف الهجاء التي أقسم الله بها بما يتلو تلك الحروف من القرآن والآيات والكتاب ، إذ من عادة العرب القسم بكل ما عظُم خطره ، وجلّ قدره .
فإن قيل : كيف أقسم بالقرآن ، وهم كانوا ينكرون القرآن أنه من عند الله ؟ قيل : [ بوجوه :
أحدهما : ]{[17364]} أنهم ، وإن كانوا ينكرونه ، فقد عظُم قدره ، وجل خطره عندهم بما عجزوا عن إتيان مثله بعد قرع أسماعهم بقوله : { لئن اجتمعت الإنس والجن } [ الإسراء : 88 ] ونحوه .
والثاني : أقسم به ، وإن كانوا ينكرونه ، لما أن قسمه به يحملهم على السؤال عنه ، إذ كانوا لا يُقسمون إلا بما عظُم قدره ، وجل خطره ، فيقولون{[17365]} : ما هذا القرآن [ الذي ]{[17366]} أقسم ربنا به ؟
ألا ترى أنه قال : { تنزيل العزيز الرحيم } [ الآية : 5 ] فكأنه [ جواب ]{[17367]} على سؤال خرج [ منهم : ما ]{[17368]} هذا ؟ إنه { تنزيل العزيز الرحيم } .
[ والثالث ]{[17369]} : أن يكون القسم به وبغيره من الأشياء التي عظم خطرها عندهم على إضمار القسم برب هذه الأشياء وبإلاهها . هذا على قول من يقول : إن القسم بالله حقيقة لا بتلك الأشياء مستقيم ، وعلى قول من يجعل{[17370]} القسم بها لا على الإضمار وما ذكرنا .
وقوله تعالى : { الحكيم } أي المُحكَم { لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه } [ فصلت : 42 ] على ما وصفه . وقال بعضهم : { الحكيم } المحكم بالحلال والحرام والوعد والوعيد من غير أن يكون فيه اختلاف .
وقال بعضهم : /444-أ/ { الحكيم } لأنه من تمسّك به ، وعمل بما فيه يصير حكيما .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.