نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{فَسَجَدَ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ كُلُّهُمۡ أَجۡمَعُونَ} (73)

ذكر فعلهم مع جواز تأنيثه فقال : { فسجد } أي عند ما نفخ فيه الروح { الملائكة } على ما أمرهم الله ، ولما كان إسناد الخبر إلى الجميع قد يراد به أكثرهم ، أكد بقوله : { كلهم } إرادة لرفع المجاز .

ولما كان لا يقدح في ذلك واحد مثلاً أو قليل لا يعبأ بهم لضعف أو نحوه ، رفع ذلك بقوله : { أجمعون* } مع إفادة أن السجود كان في آن واحد إعلاماً بشدة انقيادهم ، وحسن تأهبهم للطاعة واستعدادهم ،