نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَٱلسَّقۡفِ ٱلۡمَرۡفُوعِ} (5)

ولما كان البيت لا بد في مسماه من السقف قال : { والسقف المرفوع * } يريد سقف الكعبة إشارة إلى أنه محكم البناء مغلق الباب متقن السقف إتقاناً هو أعظم{[61501]} من إتقان{[61502]} سقف قبة الزمان التي شاهد فيها{[61503]} بنو إسرائيل من العظمة الإلهية والجلال ما إن سألتموهم عنه أخبروكم به ، ومع ذلك سلط على الصحيفة - التي في جوفه ، ولعلها كانت في سقفه بحيث لا يصل إليها أحد - ما أفسدها تحقيقاً لثبوت ما أراد من أمره تحذيراً مما توعد به ، ويمكن أن يراد به مع ذلك السماء التي فيها ما توعدون ، ومن المعلوم أن لكل ذي عقل أن أقل السقوف لا يرتفع بغير عمد{[61504]} إلا بأسباب لا ترى ، فكيف بالسماء التي لها من السعة والعظمة والثخن وما فيها من الكواكب ما لها مما لا يسع العقول شرحه ، وهم لا ينظرون أسبابه كما قال تعالى (

بغير عمد ترونها }[ الرعد : 2 ] ونقل عن ابن عباس{[61505]} رضي الله عنهما أنه قال : إنه العرش وهو سقف الجنة .


[61501]:- من مد، وفي الأصل: إتقانا من.
[61502]:- من مد، وفي الأصل: إتقانا من.
[61503]:- زيد من مد.
[61504]:- من مد، وفي الأصل: بعمد.
[61505]:- راجع البحر المحيط 8/ 146.