ولما حصر سبحانه خلقهم في إرادة العبادة ، صرح بهذا المفهوم بقوله : { ما أريد منهم } أي في وقت من الأوقات ، وعم في النفي بقوله : { من رزق } أي شيء من الأشياء على وجه{[61466]} ينفعني من جلب أو دفع ، لأني منزه عن لحاق نفع أو ضر ، كما يفعل{[61467]} غيري من الموالي بعبيدهم{[61468]} من الاستكثار بغلاتهم والاستعانة بقواتهم لأني الغني المطلق وكل شيء مفتقر إليّ { وما أريد } أصلاً { أن يطعمون * } أي أن-{[61469]} يرزقوني رزقاً خاصاً هو{[61470]} الإطعام ، وفيه تعريض بأصنامهم{[61471]} فإنهم كانوا يعملون معها ما ينفعها ويحضرون لها الأكل ، فربما أكلتها الكلاب ثم بالت على الأصنام . ثم لا يصدهم ذلك ، وهذه الآية دليل على أن الرزق أعم من الأكل ، والتعبير بالإرادة دالّ على ما قلت إنه مقصود بالعبادة . وهو الجري تحت الإرادة ، تارة بموافقة الشرع وتارة بمخالفته .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.