نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{أَعِندَهُۥ عِلۡمُ ٱلۡغَيۡبِ فَهُوَ يَرَىٰٓ} (35)

ولما كان هذا - وقد وقع في خطر عظيم من إفساد العمل في الماضي وتركه في المستقبل فصار على خطأ عظيم في أحدهما - يتعلق بأصل الدين : الكفر والإيمان ، وكان مثل هذا لا يفعله عاقل بنفسه إلا عن بصيرة ، قال تعالى موبخاً له مقرعاً : { أعنده } أي خاصة { علم الغيب } أي كله بحيث لا يشاركه في مشارك يمكن أن يخفى عليه شيء منه { فهو } أي فيتسبب{[61739]} عن ذلك أنه { يرى * } أي الرؤية الكاملة فيعلم جميع ما ينفعه فيرتكبه وجميع ما يضره فيجتنبه ويعلم أن هذا القليل الذي أعطاه قد قبل وأمن به من العطب فاكتفى به .


[61739]:- زيدت الواو في الأصل.