البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{أَعِندَهُۥ عِلۡمُ ٱلۡغَيۡبِ فَهُوَ يَرَىٰٓ} (35)

{ أعنده علم الغيب } : أي أعلم من الغيب أن من تحمل ذنوب آخر ، فإنه المتحمل عنه ينتفع بذلك ، فهو لهذا الذي علمه يرى الحق وله فيه بصيره ، أم هو جاهل ؟ وقال الزمخشري : { فهو يرى } : فهو يعلم أن ما قاله أخوه من احتمال أوزاره حق .

وقيل : يعلم حاله في الآخرة .

وقال الزجاج : يرى رفع مأثمه في الآخرة .

وقيل : فهو يرى أن ما سمعه من القرآن باطل .

وقال الكلبي : أنزل عليه قرآن ، فرأى ما منعه حق .

وقيل : { فهو يرى } : أي الأجزاء ، واحتمل يرى أن تكون بصرية ، أي فهو يبصر ما خفي عن غيره مما هو غيب ، واحتمل أن يكون بمعنى يعلم ، أي فهو يعلم الغيب مثل الشهادة .