اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{أَعِندَهُۥ عِلۡمُ ٱلۡغَيۡبِ فَهُوَ يَرَىٰٓ} (35)

قوله : «فَهُوَ يَرَى » هذه الجملة مترتبة على ما قبلها ترتّباً ظاهراً . وقال أبو البقاء : «فَهُوَ يَرَى » جملة اسمية واقعة موقع الفعلية ، والأصل : أعِنْده علمُ الغيب فَيَرَى ، ولو جاء على ذلك لكان نصباً{[53670]} {[53671]} على جواب الاستفهام ، انتهى . وهذا لا حاجة إليه مع ظهور الترتيب بالجملة الاسمية . وقد تقدم له نظير هذا الكلام والردّ عليه .

ومعنى الآية أعند هذا المُكْدِي علمُ الغيب - أي علم ما غابَ عنه - من العذاب فهو يرى أي يعلم ما غاب عنه من أمر الآخرة وما يكون من أمره حتى يضمن حَمْلَ العذاب عن غيره وكفى بهذا جهلاً بأنه يرى ما غاب عنه ويعلم أن صاحبه يتحمل عنه عذابه .


[53670]:بأن مضمرة وجوبا.
[53671]:التبيان 1189.