نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} (59)

{ فبأيِّ آلاء ربكما } أي النعم الغريبة البالغة في الحسن من المالك الملك المربي ببدائع التربية { تكذبان * } أبنعمة اللمس من جهة اليسرى أم غيرها مما جعله مثالاً لما ذكر من وصفهن من تشبيه شيء بشيئين لبلوغ الأمر في الحسن إلى حد لا يساويه فيه{[62015]} شيء واحد{[62016]} ليشبه به ، فهو كما{[62017]} قيل : بيضاء في دعج صفراء في نعج كأنها فضة قد شابها ذهب ، وقد جعل سبحانه الأشياء الشفافة مثلاً لذلك وأنت ترى بعض الأجسام يكاد يرى فيه الوجه{[62018]} بل في سواد العين أعظم غرة حيث يرى فيه الوجه فإن السواد منشأ الظلام .


[62015]:- سقط من ظ.
[62016]:- من ظ، وفي الأصل: كأحد.
[62017]:- زيد من ظ.
[62018]:- زيد من ظ.