ولما كان التفكه لا يكمل حسنه إلا مع التنعم من طيب الفرش وغيره ، قال مخبراً عن الذين يخافون مقام ربهم من قبيلي الإنس والجن مراعياً معنى { من } بعد مراعاة لفظها تحقيقاً للواقع : { متكئين } أي لهم ما ذكر في حال الاتكاء وهو التمكين بهيئة المتربع أو غيره من الكون على جنب ، قال في القاموس : توكأ عليه : تحمل ، واعتمد كأوكأ ، والتكأة كهمزة : العصا ، وما يتوكأ عليه ، وضربه فأتكأه : ألقاه على هيئة المتكئ أو على جانبه الأيسر ، وقال ابن القطاع{[62001]} : وضربته حتى أتكأته أي سقط على جانبه ، وهو يدل على تمام التنعم بصحة الجسم وفراغ البال { على فرش } وعظمها بقوله مخاطباً للمكلفين بما تحتمل عقولهم وإلا فليس{[62002]} في الجنة ما يشبهه على الحقيقة شيء من الدنيا { بطائنها } أي فما ظنك بظواهرها{[62003]} ووجوهها { من إستبرق } وهو ثخين الديباج يوجد فيه من حسنه بريق كأنه من{[62004]} شدة لمعانه يطلب إيجاده حتى كأنه نور مجرد .
ولما كان المتكىء قد يشق عليه القيام لتناول ما يريد قال : { وجنا الجنتين } أي مجنيهما اسم بمعنى المفعول{[62005]} - كأنه عبر به ليفهم سهولة نفس المصدر الذي هو الاجتناء { دان * } أي قريب من كل من{[62006]} يريده من متكىء وغيره لا يخرج إلى صعود شجرة ، وموجود من كل حين يراد غير مقطوع ولا ممنوع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.