نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{كَأَنَّهُنَّ ٱلۡيَاقُوتُ وَٱلۡمَرۡجَانُ} (58)

ولما دل ما تقدم من وصف المستمتع بهن بالعزة والنفاسة ، زاده على وجه أفاد أنه يكون بهن غاية ما يكون من سكون النفس وقوة القلب وشدة البدن واعتدال الدم وغير ذلك من خواص ما شبههن به فقال : { كأنهن الياقوت } الذي هو في صفاته بحيث يشف عن سلكه وهو جوهر معروف ، قال في القاموس : أجوده الأحمر الرماني نافع للوسواس والخفقان وضعف القلب شرباً ولجمود الدم تعليقاً : { والمرجان * } في بياضه ، وصغار الدر أنصع بياضاً ، قال أبو عبد الله القزاز : والمرجان صغار اللؤلؤ ، وهذا الذي يخرج من نبات البحر أحمر معروف - انتهى . وقد يستفاد من ذلك أن ألوانهن البياض والحمرة على نوع من الإشراب هو في غاية الإعجاب من الشفوف والصفاء ، وهو مع ذلك ثابت لا يعتريه تغير ليطابق الحديث الذي فيه " يرى مخ ساقها من وراء سبعين حلة " وقال أبو حيان{[62014]} : شبههن بهما فيما يحسن التشبيه به فالياقوت في املاسه وشفوفه والمرجان في املاسه وجمال منظره


[62014]:- راجع البحر المحيط 8/ 198.