نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ} (62)

ولما كان قد علم مما ذكر أول هذا الكلام من الخوف مع ذكر وصف الإكرام ، وآخره من ذكر الإحسان أن هذا الفريق محسنون ، وكان من المعلوم أن العاملين طبقات ، وأن كل طبقة أجرها على مقدار أعمالها ، اقتضى الحال بيان ما أعد لمن دونهم : { ومن دونهما } أي من أدنى مكان ، رتبة مما تحت جنتي هؤلاء المحسنين المقربين { جنتان * } أي لكل واحد لمن دون هؤلاء المحسنين{[62021]} من الخائفين وهم أصحاب اليمين ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : دونهما في الدرج ، وجعل ابن برجان الأربع موزعة بين الكل ، وأن تخصيص هذه العدة إشارة إلى أنها تكون جامعة لما في فصول الدنيا الأربعة : الشتاء والربيع والصيف والخريف ، وفسر بذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم " جنتان من ذهب أوتيتهما وما فيهما وجنتان من فضة أوتيتهما وما فيهما " ثم جوز أن يكون المراد بالدون الأدنى إلى الإنسان ، وهو البرزخ ، فتكون هاتان لأهل البرزخ كما كان { وإن للذين ظلموا عذاباً دون ذلك } من{[62022]} عذاب القبر


[62021]:-زيد من ظ.
[62022]:- من ظ، وفي الأصل: في.