التفسير الحديث لدروزة - دروزة  
{فَكَفَرُواْ بِهِۦۖ فَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ} (170)

في الآيات حكاية لما كان يقوله الكفار وهو : لو جاءهم ما جاء الأمم السابقة من ذكر الله وكتبه لآمنوا وكانوا عبادا مخلصين لله وحده . ورد تنديدي عليهم فقد جاءهم ما كانوا يتمنون فكفروا به ونقضوا عهدهم وقولهم . وإنذار لهم على موقفهم ، فلسوف يعلمون ويرون عاقبته السيئة .

والآيات غير منقطعة عن السياق ، ومعطوفة على ما سبقها ومن نوعه من حيث حكايتها لأقوال الكفار وردها عليهم .

وهذا الذي حكته الآيات عن الكفار قد حكي عنهم أكثر من مرة في القرآن ، وحكي عنهم في السورة السابقة لهذه السورة . ويظهر أن ذلك كان رغبة أو أمنية واسعة النطاق كثيرة الترديد فاستحكمتهم الحجة والتنديد استحكاما شديدا لتناقضهم بين القول والفعل .

ولقد علقنا على الموضوع في سياق تفسير الآيات [ 42 – 43 ] من سورة فاطر والآيات [ 155 – 157 ] من سورة الأنعام بما فيه الكفاية ، فلا ضرورة للإعادة والزيادة .