فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَكَفَرُواْ بِهِۦۖ فَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ} (170)

{ فَكَفَرُوا بِهِ } قال ابن عباس : لما جاء المشركين من أهل مكة ذكر الأولين ، وعلم الآخرين ؛ كفروا بالكتاب والفاء هي الفصيحة الدالة على محذوف مقدر في الكلام ، قال الفراء : تقديره فجاءهم محمد بالذكر ، فكفروا به ، وهذا على طريق التعجب منهم ، ونظير ذلك قوله : في سورة فاطر : { وأقسموا بالله جهد أيمانهم ، لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم ، فلما جاءهم نذير ما زادهم إلا نفورا } والمراد بالنذير الرسول ، وقد قيل هنا : إن الذكر هو الرسول { فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } عاقبة كفرهم ومغبة تكذيبهم ، وما يحل بهم من الانتقام ، وفي هذا تهديد لهم شديد .