التفسير الحديث لدروزة - دروزة  
{فَإِنَّكُمۡ وَمَا تَعۡبُدُونَ} (161)

{ إلا عباد الله المخلصين } : . . . ترديد لآية صارت بمثابة لازمة في هذه السورة ، حيث تكررت عقب فصولها مرارا ، وفيها تنزيه واستثناء لعباد الله المخلصين من أن يكونوا كالكفار والمشركين وأن يصيروا إلى مصائرهم . والآيات الثلاث التالية احتوت خطابا تنديديا موجها إلى الكفار المشركين بضمير المخاطب ، تقول لهم فيه إنكم وما تعبدون من دون الله لن تستطيعوا أن تفتنوا وتضلوا إلا من خبثت نيته واستحق أن يصلى النار .

والآيات متصلة بما سبقها كما هو المتبادر . ولعلها تنطوي على دلالة على ما كان من جهد زعماء المشركين بسبيل المناضلة والمجادلة عن عقائدهم ومحاولتهم إقناع الناس بفضلها وصحتها ؛ حيث ينطوي في ذلك صورة من صور السيرة النبوية واعتداد المشركين بأنفسهم وعقائدهم وقد تكرر ذلك على ما نبهنا إليه في بعض المناسبات السابقة .