التفسير الحديث لدروزة - دروزة  
{فَٱدۡعُواْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَٰفِرُونَ} (14)

الروح : هنا كناية عن الوحي الرباني .

يوم التلاق : يوم الاجتماع وهو كناية عن يوم القيامة .

/خ13

تعليق على آية

{ فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ( 14 ) }

وفي الآية [ 14 ] تكرار للأوامر الربانية التي تكررت في السورة السابقة بعبادة الله وحده وإخلاص الدين له مع زيادة ذات مغزى وهي حث النبي صلى الله عليه وآله وسلم والمؤمنين على ذلك ولو أغاظ الكفار وكرهوه . حيث قد يفيد هذا أن الأوامر الربانية الأولى قد أغاظت الكفار وجعلتهم ييأسون من تراجع النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن موقفه تجاه شركهم وتقاليدهم . وحيث قد يكون قرينة أخرى على صحة ترتيب نزول هذه السورة بعد السورة السابقة .

ولقد أورد ابن كثير في سياق هذه الآية حديثا رواه الإمام أحمد عن عبد الله بن الزبير أنه كان يقول دبر كل صلاة حين يسلم : لا إله إلا الله وحده لا شريك له . له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا حول ولا قوة إلا بالله ، لا إله إلا الله ، ولا نعبد إلا إياه ، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن ، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون . وكان يقول : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يهلل بهذه الكلمات دبر كل صلاة ؛ حيث ينطوي في الحديث صورة من صور التعليم النبوي المستهل من الآيات القرآنية بسبيل إعلان الإخلاص له وحده .