اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَٱدۡعُواْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَٰفِرُونَ} (14)

قوله تعالى : { هُوَ الذي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ } ليدل على كمال قدرته وحكمته وأنه لا يجوز جعل هذه الأحجار المنحوتة والخشب المصور شركاء لله تعالى في المعبودية ، ثم قال { وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السمآء رِزْقاً } يعني المطر الذي هو سبب الأرزاق . وقرأ ابن كثير وأبو عمرٍ «ينزل » خفيفة والباقون بالتشديد{[47985]} .

واعلم أن أهم المُهّمات رعايةُ مصالح الأديان ومصالح الأبدان ، فالله تعالى يراعي مصالح أديان العباد بإظهار البَيِّنات والآيات وراعى مصالح العباد بأبدانهم بإنزال الرزق من السماء فموقع الآيات من الأديان كموقع الأرزاق من الأبدان وعند حصولها يحصل الإنعام الكامل .

ثم قال : { وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلاَّ مَن يُنِيبُ } أي ما يتعظ بهذه الآيات إلا من يرجع إلى الله في جميع أموره فيعرض عن غير الله ويقبل الكليّة على الله تعالى ولهذا قال { فادعوا الله مُخْلِصِينَ لَهُ الدين } عن الشرك وَلَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ{[47986]} .


[47985]:الإتحاف 378.
[47986]:وانظر تفسير الفخر 27/42.