التفسير الحديث لدروزة - دروزة  
{قَالَ أَغَيۡرَ ٱللَّهِ أَبۡغِيكُمۡ إِلَٰهٗا وَهُوَ فَضَّلَكُمۡ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ} (140)

138

تعليق على جملة

{ فضلكم على العالمين }

وهذه الجملة الواردة في الآية [ 140 ] تتحمل تعليقا وتنبيها كذلك . فالمتبادر الذي عليه جمهور المفسرين أن كلمة { العالمين } هنا تعني الزمن أو الظرف الذي خاطبهم موسى فيه بذلك في سياق تحذيرهم من الانحراف . وأن التفضيل هو ما كان من عناية الله تعالى بهم وإرساله موسى عليه السلام لهدايتهم وإنقاذهم . وصيرورتهم بذلك أفضل من غيرهم الذين كانوا منحرفين عن طريق الحق والهدى . ولقد انحرفوا بعد ذلك عن هذا الطريق ففقدوا هذه المزية التي كانت سبب تفضيلهم واستحقوا غضب الله ولعنته ونكاله على ما شرحناه في التعليق على آية { وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها } .

ونذكر في مناسبة الآية { إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين } في السلسلة : أن مفسري الشيعة يشبهون الذين بايعوا أبا بكر رضي الله عنه في السقيفة بأصحاب العجل ويقولون : إنهم سينالهم غضب الله بسبب افترائهم وافتئاتهم على حق علي في الإمامة كما وعد الله أصحاب العجل بمثل ذلك{[985]} والعياذ بالله من هذا الكفر البواح الذي يؤدي إليه الهوى الحزبي .


[985]:- التفسير والمفسرون للذهبي جـ2 ص 74