غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{قَالَ أَغَيۡرَ ٱللَّهِ أَبۡغِيكُمۡ إِلَٰهٗا وَهُوَ فَضَّلَكُمۡ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ} (140)

127

{ قال أغير الله أبغيكم إلهاً } انتصب «غير » على الحال المقدمة التي لو تأخرت كانت صفة كما تقول : أبغيكم ألهاً غير الله . وانتصب { إلهاً } على المفعول به . قال الواحدي : يقال بغيت فلاناً شيئاً وبغيته له قال تعالى { يبغونكم الفتنة } [ التوبة : 47 ] والمعنى أغير المستحق للعبادة أطلب معبوداً { وهو فضلكم على العالمين } خصكم بالنعم الجسام دون أبناء زمانكم . ومعنى الهمزة الإنكار والتعجب مما اقترحوه مع كونهم مغمورين في نعم الله ، فإن الإله ليس شيئاً يطلب ويجعل بل الإله هو الموجود بنفسه القادر على الإيجاد والإعدام والإكرام والإنعام .

/خ141