محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{قَالَ أَغَيۡرَ ٱللَّهِ أَبۡغِيكُمۡ إِلَٰهٗا وَهُوَ فَضَّلَكُمۡ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ} (140)

[ 140 ] { قال أغَيْرَ الله أبْغِيكم إلها وهو فضلكم على العالمين ( 140 ) } .

{ قال } أي موسى ، مذكرا لقومه نعمه تعالى عليهم ، الموجبة لتخصيصه تعالى بالعبادة { أغَيْرَ الله أبْغِيكم إلها } أي أطلب لكم معبودا . يقال : أبغاه الشيء طلبه له ، ك ( بغاه إياه ) ، يتعدى إلى مفعولين ، وليس من باب الحذف والإيصال . وفي الحديث{[4186]} : " أبغني أحجارا أستطيب بها " ، بهمزة القطع والوصل . وقال الشاعر{[4187]} :

وكم آمل من ذي غنى وقرابة *** لتبغيَه خيرا وليس بفاعل

والاستفهام في الآية للإنكار والتعجب والتوبيخ { وهو فضلكم على العالمين } أي والحال ، أنه تعالى خصكم بنعم لم يعطها غيركم .


[4186]:- أخرجه البخاري في: 4- كتاب الوضوء، 20- باب الاستنجاء بالحجارة، حديث رقم 126.
[4187]:- استشهد به في اللسان في مادة (ب غ ي) بالصفحة رقم 76 من الجزء الرابع عشر (طبعة بيروت). قال: وبغيتك الشيء: طلبته لك. ومنه قول الشاعر. وساق البيت.