جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{تَٱللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ} (97)

{ تَاللَّهِ إِن كُنَّا } أي : إنه كنا { لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ إِذْ نُسَوِّيكُم{[3691]} بِرَبِّ الْعَالَمِينَ } حيث كنا لكم تبعا ، أو ضمير قالوا للأصنام ، وعابديها وتسويتهم أنهم عبدوها ، واتخذوها آلهة


[3691]:حيث كنا لكم تبعا قال الله: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله} [التوبة: 31] /12 وجيز. وكان تسويتهم إياها بالله في الحب والتعظيم مع إقرارهم بأن الله وحده خالق كل شيء وربه ومليكه، وأن آلهتهم لا تخلق ولا ترزق، ولا تميت ولا تحيي، وإنما كانت هذه التسوية في المحبة والتعظيم، والعبادة كما قال الله تعالى:{ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله}[البقرة: 165]، وقال: {ثم الذين كفروا بربهم يعدلون} [الأنعام: 1]، وأصح القولين أنهم يعدلون به غيره في العبادة والموالاة والمحبة، فإنهم ما ساووهم به في الذات والأفعال، ولا قالوا إن آلهتهم خلقت السماوات والأرض وأنها تحيي وتميت، وإنما ساووها به في محبتها وتعظيمها كما ترى عليه أهل الإشراك ممن ينسب إلى الإسلام كذا قال الإمام ابن القيم رحمه الله/ 12.