اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{تَٱللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ} (97)

قوله : { إِن كُنَّا لَفِي } . مذهب البصريين : أن «إن » مخففة ، واللام فارقة . ومذهب الكوفيين : أن «إن »{[37475]} نافية ، واللام بمعنى «إلا »{[37476]} .

فصل :

المعنى : قال الغاوون للشياطين والمعبودين { وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ } مع المعبودين ، ويجادل بعضهم بعضا : { تالله إِن كُنَّا لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ } يذكرون ذلك حين يروا صورها على وجه الاعتراف ( بالخطأ العظيم وعلى ){[37477]} وجه الندامة لا على وجه المخاطبة ، لأنها جماد لا تخاطب ، وأيضاً فلا ذَنْبَ لها بأن عَبَدها غيرها . ومما يدل على أن ذلك ليس بخطاب لها في الحقيقة قولهم : " وما أضلَّنا إلا المجرمون " {[37478]} قوله : " إذ نسويكم " . " إذ " منصوب إما ب " مبين " {[37479]} ، وإما بمحذوف ، أي : ضللنا في وقت تسويتنا لكم بالله في العبادة{[37480]} . ويجوز على ضعف أن يكون معمولا ل " ضلال " ، والمعنى عليه إلا أن ضعفه صناعيّ وهو أن المصدر الموصوف لا يعمل بعد وصفه{[37481]} .


[37475]:في ب: نا. وهو تحريف.
[37476]:انظر الإنصاف المسألة (90) 2/640-643، البحر المحيط 7/27، ائتلاف النصرة (155-156).
[37477]:ما بين القوسين في النسختين: والخطأ العظيم على. والتصويب من الفخر الرازي.
[37478]:انظر الفخر الرازي 24/152.
[37479]:في الآية التي تسبقها من السورة نفسها.
[37480]:انظر التبيان 2/998.
[37481]:المرجع السابق.