معاني القرآن للفراء - الفراء  
{سَيَقُولُونَ لِلَّهِۚ قُلۡ أَفَلَا تَتَّقُونَ} (87)

وقوله : { قُل لِّمَنِ الأَرْضُ وَمَن فِيها إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ 84 } ( سَيَقُولُونَ لِلَّهِ [ 85 ] هذه لا مسألة فِيها ؛ لأنه قد اسْتفهم بلام فرجعت في خبر المستفهِم . وأما الأُخريان فإنَّ أهل المدينة وعامّةَ أهلِ الكوفة يقرءونها ( للهِ ) ، ( لله ) وهما في قراءة أُبَىّ كَذلك ( لِله ) ( لِلهِ ) ( لله ) ثلاثهنَّ . وأهْل البصرة يقرءون الأُخريَين ( اللهُ ) ، ( اللهُ ) وهو في العربيَّة أبين ؛ لأنه مردود مرفوع ؛ ألا ترى [ أن ] قوله : { قُلْ مَنْ رَبُّ السَّموات } مرفوع لا خفض فيه ، فجرى جَوَابه على مبتدأ به . وكذلكَ هي في قراءة عبد الله ( للهُ ) ( الله ) . والعلّة في إِدخال اللام في الأُخريين في قول أبىّ وَأَصْحابِهِ أنك لو قلت لرجل : من مَولاك ؟ فقال : أنا لفلانٍ ، كفاك من أن يقول : مولاي فلان . فلما كان المعنيان واحداً أُجرى ذلكَ في كلامهم . أنشدني بعض بنى عامر :

وأَعلُم أنني سَأكُون رَمْساً *** إذا سار النواجع لاَ يسيرُ

( يعنى الرمس )

فقال السَّائلُونَ لمن حفرتم *** فقال المخبرونَ لهم : وزير

فرفع أراد : الميت وزير .